كتير صح؟


By Noura Soubra



الكثير من أصدقائي في الجامعة يعتبرونني "قصة كبيرة" لأنني "كتير صح"، لن أقول أنني لست كذلك لأن هذا هو أحد أهدافي في الحياة وأحتاج إلى التحفيز، كل ما سأقوله هو أنه بإمكان كل شخص أن يكون مثلي...فقط إذا أراد ذلك

الإرادة والتخطيط هما أهم عاملان ساعداني في الوصول إلى ما أنا عليه...بكل بساطة

أنا لم أخلق كذلك، لكنني قررت أن أكون كذلك ولا أكترث لرأي الناس في هكذا زمن

حضرت أكثر من ورشة عمل عالجت أهمية أن يكون للإنسان رسالة ورؤية في الحياة، لم أعط الأمر أهمية في البداية، لكنني أدركت صحة ذلك بعد التجربة! أن تكون لك رؤية وأهداف تجعل حياتك ذات معنى، تصبح تعيش لسبب، وتدرك أهمية ما تقوم به، بل وتوجه طاقاتك لتحقيق أهدافك

وعلى الرغم من ذلك، قبل حوالي خمسة أشهر، كنت شخصاً آخر، لكن رمضان هذا العام غير حياتي والحمد لله

قبل رمضان الماضي، لم أكن أتلو القرآن إلا في هذا الشهر الكريم...بعد رمضان، قررت أن أتلو القرآن كل يوم قبل أو بعد صلاة الفجر

قبل رمضان الماضي، كنت قد هجرت حفظ القرآن منذ ثلاث سنوات...بعد رمضان، وبعد سماع ومشاهدة قصص حفظة القرآن، عزمت على حفظ القرآن في سنة واحدة إن شاء الله!! وتمكنت من حفظ سورة البقرة في شهرين تقريباً ولله الحمد 

هذه التجربة علمتني الكثير، علمتني أهمية الإرادة وكيف أن الإصرار على أمر يرضي الله يفتح لك أبواب التوفيق والتيسير بشكل لم تكن لتتصوره، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

قبل رمضان الماضي، لم أكن قد تذوقت لذة التهجد...بعد رمضان، اتخذتها عادة ولو ركعتين

فلماذا رمضان الماضي؟ لأنني من بداية الشهر الكريم وضعت تلك الأهداف أمامي وقررت تحقيقها! وهناك العديد من الأهداف الأخرى التي وضعتها ولكن لم أتمكن من تحقيقها حتى الآن، وهذا أمر طبيعي

أنا إنسانة طبيعية...لي حسناتي وسيئاتي...ومن نعمة الله عليّ أن ستر سيئاتي وأرجو أن يغفرها لي

أنا إنسانة طبيعية...أضيع بعضاً من وقتي على الفايسبوك والواتساب، لكنني أحاول بعد ذلك أن أتدارك ما بقي لدي من الوقت للدراسة والعمل التطوعي

أنا إنسانة طبيعية...أحزن وأغضب وأتذمر، لكنني أحاول قدر المستطاع أن أتفاءل وأحسن الظن بالله

أنا إنسانة طبيعية...أعصي والدتي في بعض الأوقات، لكنني لا أقبل أن أنام قبل أن أحصل على رضاها من جديد

أنا إنسانة طبيعية...ومن طبيعتي وعاداتي ألا أسهر، لأنني أفضل الإستيقاظ باكراً على السهر متأخراً

أنا إنسانة طبيعية...منّ الله عليّ وهداني، فأدركت أهمية الآخرة، لكن الدنيا تغويني في بعض الأحيان...لأنني إنسانة...طبيعية

أتدرون ماذا أيضاً؟؟؟ ثقوا بأنفسكم!! لماذا لا تستطيعون تحقيق ما تريدون؟ من قال لكم ذلك؟؟ حين تثقون بأنفسكم تستطيعون أن تغيروا في أنفسكم وفي غيركم أيضاً! وهذا أمر مهم جداً...شاركوا الآخرين تجاربكم، عندئذ ستستشعرون أهمية ما كنتم تستخفون به وتفيدون به غيركم! مساعدة الغير ستشعركم بتميزكم، وستنفعون بها أشخاصاً في حاجة إليها

حلو الطموح...وحلو التميز...بس مش هينين؟ مين قد التحدي؟

No comments:

Post a Comment