وجدانيات


By Noura Soubra

هم أناس
لكنّهم نسوا إنسانيّتهم
نسوا تعاطفهم، محبّتهم وضعفهم

هم عرب
لكنّهم نسوا عروبتهم
نسوا هويّتهم، شهامتهم وإخوتهم

هم مسلمون
لكنّهم نسوا إسلامهم
نسوا شريعتهم، عقيدتهم، ووحدتهم

أفيهم أرواح؟ ألهم أفئدة؟ أم أنّهم مجردّ أجساد وأطياف؟
أأصبحت عيونهم كالكاميرات تصوّر مشاهداً دون مشاعر؟
أأصبحت آذانهم كالمسجلات تخزّن صيحات دون أحاسيس؟

أما عادوا بشراً؟
أم أنّهم تأثّروا ببرودة آلات صنعوها بأياديهم، التي كانت يوماً ما، دافئة؟

أهم تألّموا وتألموا حتى سئموا الشّعور بالألم، لكن اعتادوه، حتّى أصبح غيابه ألماً أكبر؟
أم أنّهم قتلوا أرواحهم قبل أن يستطيعوا انتزاع أرواح الآخرين؟
أيّ عالم هذا؟
أأصبحنا نعيش في الدّنيا، أفراداً وحيدينا؟
أين الأخوّة والتّواصل؟ أنسينا ما أوصنا به الدّينا؟
أقطعت خطوط الإثصال مع الأقريبن والأبعدينا؟
أم أنّ خطوطنا مشغولة، بالتّحدث مع نفسنا؟

أعقول هي الّتي نامت، فما عادت، متجاوبة مع مآسي الآخرينا؟
أم قلوب هي التي ماتت، فماتت نخوة وعواطف كانت فينا؟
فما الذي ومن الذي يوقظ عقولاً أصحابها تائهينا؟
وما الذي ومن الذي يحيي قلوباً أصحابها غافلينا؟

سواد، قد يبدو مشهد اليوم، لكنّه يختلف بإختلاف النّاظرينا
فمن نظر أسفله، لن يجد سوى قبور الأقدمبنا
ومن نظر إلى أعلى، وجد سماءً رحيبةً ونجماً مبينا

هي نجمة، تبدو صغيرة، لكنّها إغراء للآملينا
إن اقتربوا كبرت، لكنّها تصغر في عيون البعيدينا
هي أمل، هي فرح، هي نور، سلام جلاء هموم الحزينينا
هي صعبة المنال، لكنّها سهلة للمؤمنينا
هي إسلام ،هدى وفلاح فبشّر التّابعينا

No comments:

Post a Comment